الجزء الثاني من الرؤية السورية للموقف الأمريكي اتجاه كارثة الزلزال .. لقاء د. محمد العكام

 

الحاقا للمتابعة التي تجريها ( وكالة خبر الإعلامية ) عبر مندوبتها للاطلاع على التصرفات الأميركية  تجاه الشعب السوري, التقت الزميلة آية الناصر, مع عضو مجلس الشعب السوري, أستاذ القانون الدولي في جامعة دمشق, الدكتور المحامي محمد خير العكام, و أجرت المقابلة التالية:

1-   أستاذ محمد كيف تنظرون إلى مواقف الولايات المتحدة تجاه كارثة الزلزال الذي تعرضت له سورية الشهر الماضي  ؟

- الولايات المتحدة الأميركية هي السبب الرئيسي فيما يعيشه الشعب السوري من حصار واجراءات اقتصادية أحادية الجانب, وهي صورة من صور الحرب على سورية التي تقوده الولايات المتحدة الأميركية, ولكن جاء هذا الزلزال ليكشف مرة أخرى, العالم كله يدرك تناقضات سياسة الأميركية وعدم أخلاقيتها في التعامل مع الشعوب والشعب السوري مثالاً, الولايات المتحدة الأميركية تريد أن تفرض إرادتها على الدول ولكن سورية قاومت ذلك,  لذلك الحرب مستمرة بين الولايات المتحدة وسورية في هذا الإطار, وتقوم الولايات المتحدة بعمل كل ما تستطيع لتطويع الشعب السوري وقيادته لتحقيق أهدافها, ولكننا في سورية ورغم وقوع الزلزال نقاوم محاولات التطويع وكسر الإرادة.

2- أعلنت الولايات المتحدة أنها خففت العقوبات عن سورية لمدة ستة أشهر بسبب وقوع الزلزال, هل هذا التخفيف حقيقي؟ وهل فعلا سيستفيد منه الشعب السوري ؟

-  بالنسبة لقرار الولايات المتحدة الأميركية بالرفع الجزئي والمؤقت لإجراءاتها الاقتصادية أحادية الجانب هي لم ترفعه حباً بالشعب السوري, ولكنها وجدت نفسها مرغمة على ذلك تحت الضغط السياسي الداخلي والخارجي العالمي, لأن الكثير من الدول تعاملت مع هذا الزلزال بإنسانية, بينما الولايات المتحدة تظاهرت أن إجراءاتها الاقتصادية أحادية الجانب ضد الشعب السوري  لا تؤثر على العمليات الإغاثية ولكن فيما بعد تراجعت بعد أن تأكد أنها أثرت مباشرة على عمليات رفع الانقاض وإنقاذ الناجين, لذلك  قامت بهذا الرفع الوهمي والمؤقت ولكن هذا الرفع الجزئي بقي تأثيره ضعيفاً جداً عما يجري في سورية, لأن كارثة الزلزال كبيرة جداً وستثبت الأيام أن هذا الرفع الجزئي والوهمي ليس إلا عملية تعمية كبيرة تحاول أن تخدع بها الولايات المتحدة العالم.

3- أعلنت الولايات المتحدة أنها لن تتعامل مع الحكومة السورية, وسترسل مساعداتها عن طريق المنظمات الإنسانية العاملة في سورية, لماذا تتعمد واشنطن استخدام هذا الأسلوب ؟

هذا التسيس ممنهج من قبل الولايات المتحدة في التعامل مع الزلزال وقواعد القانون الدولي تلزم الدول أن تتعامل مع بعضها بعضاً وليس عن طريق المنظمات الإنسانية ويمكن أن يكون التعامل عبر المنظمات الإنسانية تعاملاً رديفاً لكن الولايات المتحدة لا تريد أن تتعامل مع الحكومة السورية لأنها لا تعتبرها شرعية, ونحن في سورية نعتبر كل الاجراءات المتخذة من الولايات المتحدة اجراءات غير قانونية وغير شرعية وفقاً للقانون الدولي, فهي تحتل جزءاً من الأراضي السورية وتمارس جرائم حرب ضد سورية, عبر دعم الكيانات الإرهابية وسرقة النفط والغاز وغيرها من موارد الشعب السوري.

إذاً إصرارها على التعامل مع تداعيات الزلزال عن طريق المنظمات الإنسانية هو لدعم جزء من الشعب السوري عن طريق المنظمات الدولية, وهو تسيس واضح لما يجري في سورية.

4- ألا ترون أن الولايات المتحدة والدول الغربية  لم تراع أي قضايا إنسانية أو حقوق إنسان عند وقوع الزلزال في سورية ؟

مراعاة قواعد حقوق الإنسان تُلزم الدول أن تتعامل مع الإنسان بشكل متساوي في أي بلد كان , بينما  هناك تعامل غير متساوي في كارثة الزلزال من الولايات المتحدة الأميركية فقد ميزت بين السوريين الموجودين داخل الأراضي السورية التي تسيطر عليها الدولة والسوريين الموجودين ضمن مناطق سيطرة الكيانات الإرهابية في هذا الموضوع, لذلك كسرت كل قواعد القانون الدولي في هذا الاطار.

5- أميركا تحتل أراض سورية وتسرق خيرات سورية كالنفط والغاز والقمح والقطن, أليست هذه جريمة حرب؟

بداية الحرب على سورية من قبل الولايات المتحدة كان عبر دعم الكيانات الإرهابية وإيصال السلاح وإيصال الإرهابيين إلى سورية, ولكن فيما بعد عملت على احتلال جزء من الأراضي السورية وهذا مخالف لكل قواعد القانون الدولي,  وهي دولة محتلة وعليها مسؤوليات في هذا الاطار نظمتها قواعد القانون الدولي, ولكن نعم هذه جريمة يعاقب عليها القانون الدولي وكل الاجراءات التي قامت بها الولايات المتحدة اجراءات تقوم بها دولة ضد دولة وليس بقرار من الأمم المتحدة, والعالم كله يعرف أن الولايات المتحدة اختلقت كذبة التدخل الوهمي لمحاربة داعش وهذا مخالف لكل قواعد القانون الدولي, واحتلال جزء من الأراضي السورية مخالف لقواعد القانون الدولي أيضاً ويحملها مسؤوليات في هذا الاطار ويجب أن تحاسب عليه, وقد تستطيع الدول المتحالفة مع سورية إذا تغيرت الظروف الدولية أن تحاسب الولايات المتحدة الأميركية على ذلك.

6- الولايات المتحدة زودت المجموعات الإرهابية بالسلاح وامتنعت عن تقديم المساعدة للمدنيين المنكوبين بالزلزال, كيف تفسر هذا التناقض الأميركي ؟

 هذا ليس تناقضاً هذه سياسة ممنهجة ضد الشعب السوري من قبل الولايات المتحدة الأميركية, ولكن تداعيات الزلزال بحد ذاته كشف هذه التناقضات كيف أن الولايات المتحدة سارعت إلى ايصال السلاح إلى الإرهابيين, بينما عرقلت وصول وسائل الإغاثة ومعدات إعادة الإعمار إلى سورية, فهذا يكشف مرة أخرى سياسة الولايات المتحدة المعادية لسورية والشعب السوري.

7- هل تعتقد أن الولايات المتحدة ستغير سياستها تجاه سورية بعد الزلزال والانفتاح العربي والإقليمي على دمشق ؟

 يبدو أن الولايات المتحدة الأميركية تضيق الخناق أكثر على سورية وقد رأينا تصويت الكونغرس الأميركي الأخير ضد سورية في هذا الاطار, إذاً لا يبدو أن الولايات المتحدة سوف تغير سياستها ولكن هناك دول سوف تكسر إرادة الولايات المتحدة وكسرت الحصار المفروض عليها أميركياً وسوف تضطر الولايات المتحدة للتعامل مع هذا الواقع, ولن تستطيع معاقبة الدول كما اعلنت وخاصة عندما يتزايد عدد الدول التي تريد كسر الحصار الأميركي على سورية.

انتهى.. أجرت المقابلة الإعلامية آيه الناصر